جمعية نهضة مدينة أطار

1- السياق 


مذ  تاسيسها اكتسبت مدينة اطار بسرعة شهرة معتبرة  حيث صارت مركزا  للتجارة  و للعلم و للثقافة.
و قد تسارع نموها بفعل موقعها الاستراتيجي على طرق القوافل العابرة للصحراء و التي تربط بين المغرب والساحل .
و على مدى القرون تحولت مدينة اطار الى ملتقى طرق كبير  للتبادل التجاري بل  انها  صارت عاصمة  لمجموعات الرحل     في مناطق تمتد  من  جنوب دولتي المغرب والجزائر الحاليتين  الى اقاصي منطقتي  الترارزه و  تاودني ..
كما ان مدينة اطار  صارت   بحكم الموروث الحضاري الذي اكتسبته وباستحقاق من مدن شنقيط و وادان العريقة  مركز  اشعاع ثقافي  و قبلة  للادباء  و لاهل العلم  الامر الذي  عزز  دورها  المحوري  في نشر  المعارف  و  في تطوير  الفنون .
و اضافة الى ذلك  احتلت مكانة مركزية في الحياة الاقتصادية و في معاش  المجتمع الاهلي  في حيز  ترابي  يمتد  على مئات الكيلموترات المحيطة  بها .
و هكذا  استطاعت مدينة اطار  بحكم موقعها الاستراتيجي و  بموورثها الثقافي الغني ان تفرض  نفوذها  كمركز حيوي للمعاملات و للعلوم  و بذلك  قدمت  مساهمة  جوهرية  في ازدهار  المنطقة و في التاريخ  السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي للفضاء  الذي  سيكون  فيما بعد   موريتانيا .
الا  ان المدينة  فقدت تدريجيا   خلال القرن العشرين اهميتها على الاصعدة الاقتصادية و الثقافية و السياسية.
و يعود هذا  التراجع الى عدة عوامل  لعل  اولها  يتمثل  في إعدادة رسم الخرائط التجارية و الادارية   من طرف الاستعمار الفرنسي و ما ترتب على ذلك  من  تشجيع لمراكز   عمرانية  اخرى  على حساب مدينة اطار . 
و قد  استمر  نفس التوجه بعد   الحصول على الاستقلال  سنة 1960   بفعل دينامكيات اقتصادية جديدة  تستند  الى ارادة عصرنة بوتيرة   متسارعة الامر  الذي ادى الى اهمال المدن التاريخية  مثل مدينة اطار .
و كان   من الطبيعي  طبقا  لهذا  التوجه الحديث ان يتراج  نفوذ    مدن عمق البلد   لصالح المدن  التي تقع  على واجهته   الاطلسية .
لكن العامل  الأساسي  في تراجع مدينة اطار  يعود  الى .حقبة  الجفاف المسمتر طيلة عقدي السبعينيات و الثمانيات  حيث ازداد  الوضع تفاقما بفعل  التصحر الذي ادى الى انخفاض الانتاج الزراعي و الى  هجرة جماعية  نحو  مدن كبرى مثل نواكشوط و نواذيبو  و احيانا الى مدن خارج  البلاد .
و من نافلة القول بان  تلك الهجرة  التي   قلصت ساكنة  اطار   حرمت المدينة من  كفاءات و مواهب محلية كثيرة   و بالتالي حدت من طاقتها على التجديد الاقتصادي و السياسي والثقافي.
و في يومنا هذا  تواجه مدينة  اطار عدة  تحديات  حيث انها  تعاني من  عجز  فظيع  في المنشآت و في البنية التحتية العصرية للمرافق العمومية الملائمة  و كذلك في  الفرص الاقتصادية التي من شانها ان تساهم  في  إحياها ..
و نتيجة لهذه الوضعية  استمر 
نزوح  الاهالي نحو  مناطق  عمرانية اكثر ازدهارا  
و هكذا   شيئا  فشيئا فقدت المدينة  روحها  مع  خراب اصاب  احيائها العريقة  التي لم  تقدر  رغم جمالها الاسطوري على الصمود  في وجه الانتشار  الفوضوي  لبنايات  جديدة فاقدة  للذوق و للمعايير المعمارية ..
و رغم كل هذه  العقبات و رغم الوضعية المثيرة للقلق   فان مدينة اطار   تمتلك  مقومات  مهمة من شانها  ان تقلب الموازين الحالية . 
و  لعل  اهم  تلك المقومات  يكمن  في الموارد  البشرية النوعية  المنتشرة  في جميع انحاء موريتانيا و احيانا  في الخارج .
و  بالفعل يمكن القول بان  عددا  كبيرا  من  منحدري مدينة  اطار  قادرون على  المساهمة في  نهضتها  بحكم مستوايتهم الدراسية و تجاربهم  و كذلك  بحكم نفوذ  و ثراء  بعضهم .
ان ذلك الشتات  هو الذي  يقوم اليوم بدور  فعال في الحفاظ على المدينة من خلال  تقديم  مساعادات مالية  قيمة  للسكان الذين مازالوا صامدين  ضد  نزعات النزوح .  و قد  ادت تلك المساعدات  الى  تمسك  جزء  هام  من  منحدري  مدينة اطار      براوبط  ثقافية و اجتماعية    مع  مسقط رؤوسهم .
و هكذا  يبقى الامل  رغم التحديات  قائما  بفضل الله  و بفضل  التزام و تصميم   منحدري  المدينة  خصوصا اذا  استطاع هؤلاء   اضافة الى  الجهود الحالية و هي جهود. تذكر  و تشكر  لكنها  مازالت قاصرة بالنظر  الى الحاجيات الميدانية ،   ان يؤسسوا  لعمل  جمعوي تضامني مؤطر  و شامل  كفيل  بخلق دينماكية انعاش هذه  المدينة التي تحتل مكانة خاصة  في قلوب كل الموريتانيين و في تاريخهم .

2- الاهداف 

تطمح  هذه  المبادرة  الى تحقيق اهداف متعددة و متكاملة تدور  اساسا  حول  ضرورة   إنعاش مدينة اطار  من خلال  العمل  على استعادة هويتها الثقافية و الاجتماعية الاصيلة  عبر  اطلاق دينماكية  تنمية  نشطة  معضضة  و  مستديمة .
لذلك يقتضي  الامر  الطموح الى تحسين  ظروف معاش  السكان و تعزيز   جذابية  المدينة لكي تستعيد  بهجتها  الماضية.
و عليه فان الامر  لا  يتعلق فقط  بحفظ  تراث المدينة  و انما  ايضا  بتشجيع تنمية اقتصادية فعالة عبر  خلق  حيوية  جديدة  في المدينة  تجعلها  اكثر  جاذبية  لسكانها الحاليين  و للمنحدرين  الاصليين  منها.
و سيستند انعاش هذه  المدينة الرمزية على مقاربة تشاورية و شاملة تجمع  بين فاعليها  المحليين و شتاتها .
3  - مجال العمل  

نظرا الى تعدد  التحديات  التي تواجهها مدينة اطار  و سكانها فان مجال العمل  المطلوب من الجمعية يجب  ان يكون شاملا  في حدود الممكن   و لا ينبغي  تحديد سقفه  الا  بسبب اكراهات مرتبطة بالموارد  او  بالقدرات.
و  في  سجل  ألاولويات   يمكن  من الآن  تحديد  المحاور  التالية :
- احياء الموروث الثقافي للمدينة و كذلك تراثها المعماري  
- إنعاش النشاط الاقتصادي 
- مساعدة السكان الاكثر  تضررا  من  الهشاشة
- تامين   الولوج الى  الخدمات الاجتماعية الاساسية ( الماء ، الكهرباء، شبكة الطرق ، المواصلات 
- تحسين النظافة و نوعية المعاش
- المساهمة في تجهيز  المدارس و المكتبات 
- انشاء  مكتبة  مركزية  تابعة للبلدية 
- المساهمة  في الجهود الرامية الى  حماية البيئة..( اعادة غرس النخيل و تنظيف البطحاء ..)
-ايسير  مستودعات  الاوساخ 
- تشجيع المواقع و المنصات و البوابات الإلكترونية التي  تعرف  بثقافة مدينة اطار و بمؤهلاتها و مقوماتها الاقتصادية و  السياحية 

4،،-و سائل العمل 

ان العمل  المرتقب  القيام  به  لن يكون بديلا  و  لا منافسا  لعمل السلطات العمومية ( الدولة و المجموعات المحلية ) بل يراد  له ان يكمل  ما تقوم  به الدولة بالمفهوم العام  عبر  معالجة مواطن الخلل.

للإستفسار:info@arevat.net